أوقد شعلتها مروان وأشرف وأسامة احتفالات بطعم الدم في ذكرى انطلاقة "حماس" يخلِّدها أبناء شرق غزة [ 13/12/2009 - 08:44 م ]
اثنان وعشرون عامًا مرت على انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس".. هذه الحركة المجاهدة التي أخذت على عاتقها حماية المقدسات وتحرير الأرض, فمنذ اليوم الأول من انطلاقتها قادت انتفاضة الحجارة وقضَّت مضاجع العدو؛ ليصبح الصف الأول من قيادتها في مقدمة صفوف المجاهدين, فكان منهم المعتقل والمبعد والشهيد.
مرت حركة "حماس" بمراحل أدَّت إلى تطور عملها في المجال العسكري؛ من حجر إلي سكين، ثم إلى طلقات نارية، ثم إلى قذائف صاروخية, فانطلاقة "حماس" في كل عام ارتبطت بكثير من الإنجازات التي أعلنت عنها "كتائب القسام".
مناطق شرق مدينة غزة تستذكر مجاهديها من أبطال "كتائب القسام" عام 1990م وعام 1993م الذين جعلوا انطلاقة حركة "حماس" جمرةَ نار مليئةً بالمفاجآت تلاحق جنود بني صهيون.
الانتفاضة الحماسية
الفتى مروان الزايغ من أوائل شهداء "القسام" شرق غزة والذي لم يتجاوز من العمر تسعة عشر عامًا، انطلق في يوم (14-12-1990م) ليلتقي برفيق دربه المجاهد أشرف البعلوجي أحد أفراد المجموعة التي يرأسها مروان لتنفيذ فعاليات الانتفاضة الحماسية.. التقت الأعين وتصافحت الأكفَّ في هذا اليوم الأغر؛ حيث ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وانطلقت الأقدام نحو مسجد السدرة بمدينة غزة لأداء صلاة الفجر, وكان المسجد يمثل المأوى والمحضن للمجاهدين.
خرج المجاهدان بعد أداء الصلاة؛ حيث سرى فيهما عشق الشهادة مسرى الدم في العروق, وركب الأخوان سيارة "مرسيدس", وكانت نظرة مروان ترنو إلى ذكرى "الأحد الأسود" التي مثَّلت دافعًا له نحو الاستمرار في الطريق الجهادي الذي قرَّره الفتى الثائر, وبدأ مروان بأدعية الصباح ودعاء السفر فيما غرق رفيق المهمة أشرف في نظرة وداع أخيرة إلى شوارع قطاع غزة.
عملية الخناجر
وصلت السيارة بهما قرب المكان المطلوب في مدينة يافا, فاستوقفها أشرف وترجَّل الأخوان, كانت الساعة تقترب من السابعة حين وقف مروان وأشرف أمام المخزن وانتظرا قرب الساعة حتى بدأ أصحاب المخزن والعمال اليهود في القدوم وفتح باب المخزن، ودخل أشرف وخلفه مروان.
كان أشرف قد جهز قطعة إسبست مكسورة لاستدراج المجحوم موشيه إلى نهاية المخزن، ولما حضر بينهما استلَّ الرجلان خنجريهما لتستقر في جسده الخبيث، ثم تحوَّلا كالأسود نحو الثاني والثالث حتى أجهزا عليهما تمامًا، ثم انسحب الاثنان بهدوء تامٍّ.
واتجه الأخوان إلى موقف السيارات في منطقة "أبو كبير"، وافترقا للضرورة الأمنية مع الأمنيات القلبية باللقاء إن لم يكن في الحياة الدنيا ففي جنة الرحمن.
ركب مروان إحدى سيارات "المرسيدس" وانطلقت به نحو قطاع غزة وبحماية الله وعونه تمكَّن البطل القسامي من دخول غزة الحبيبة، وتوجَّه فورًا إلى منزله ليلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة؛ حيث سمع خبر العملية الجريئة من إذاعة العدو في نشرة أخبار العاشرة والنصف وكبَّر وهلَّل وانطلق لصلاة الجمعة في مسجد فلسطين بغزة ولم يعد بعدها إلى بيته.
بدأت رحلة المطاردة الطويلة والشاقَّة والممتعة, وعلى إثر ذلك وجِّهت ضربة قوية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ حيث اعتقل المئات، وطورد أشرف ومروان، وقد اعتُقل أشرف في الضفة الغربية بعد قرابة شهرين ليقضي في السجن حتي هذه اللحظة, فيما استُشهد المجاهد مروان الزايغ بصحبة عدد من رفاقه في اشتباك مسلَّح مع جنود الاحتلال عام 1992م في حي الصبرة وسط مدينة غزة.
شهيد الانطلاقة
أما الذكري السادسة لانطلاقة "حماس" عام 1993م فكانت بمثابة ساعة الصفر لرحلة الخلود الأبدية لأسامة حميد, فكم كان ينتظرها ويرحل إليها كل يوم, وما إن تفتَّحت أزهار هذا النهار، وغدا الناس ينطلقون إلى مواقع عملهم لكسب قوت يومهم, حتى انطلق المجاهد أسامة إلى عمله المنتظر ومهمته المقدسة (شبه المستحيلة) التي يسعى لتنفيذها في يوم استنفار رهيب لقوات الاحتلال.
أعدّ أسامة سيارته المرتقبة وزوَّدها بكلِّ ما يلزم؛ من متفجرات وصواعق وأنابيب غاز، وانطلق بها إلى منطقة القبة بالشجاعية -الخط الشرقيّ لمدينة غزة- وهناك أوقف سيارته الملغومة واختفى خلف شجيرات على الطريق في انتظار صيده الثمين, كان كلُّ شيء يبدو معدًّا بعناية واقتدار، فأسامة صاحب تجربة عريقة في العمل العسكري، ولكن الانتشار الصهيوني والإعلام الحذر كان ينبئ بخطورة المجازفة في هذا اليوم.
وما إن اقتربت دورية عسكرية صهيونية من المكان حتى لفت انتباهها وجود سيارة على قارعة الطريق، وفي لحظات كان المكان محاصرًا والجنود ينتشرون والطائرات تحلِّق في الأجواء، فأفسح أسامة لإخوانه سبيل النجاة ومثل لهم خط الدفاع الأخير وبدأ بإطلاق صليات رشاشة، فقتل ضابطًا صهيونيًّا، لكن نيرانًا غزيرةً انطلقت خلف الجبل الشامخ بمعاني العزة والإيمان والرجولة أصابت أبا مصعب بعدة إصابات استُشهد على إثرها في نفس المكان.
ذكرى عزيزة
ثم تقدمت قوات معززة من الجيش الصهيوني، وقام خبير المتفجرات بتفجير السيارة وقد اعترف راديو العدو الصهيوني بالعملية، وأعلن عن إصابة ضابط، وأن "كتائب الشهيد عز الدين القسام" مسؤولة عن العملية وأنها نفَّذتها في الذكرى السادسة لانطلاقة حركة "حماس" عام 1993م.
يقول رائد حميد شقيق الشهيد أسامة: "نحن نشعر بالفخر والاعتزاز في ذكرى انطلاقة حركة "حماس", مضيفًا أن هذه الذكرى هي عزيزة على قلوبنا؛ لأنها يمر فيها حدثان، هما: ذكرى الانطلاقة, وذكرى استشهاد أخينا العزيز الذي سمِّي بـ"شهيد الانطلاقة".
وأضاف رائد أن "العملية الاستشهادية كانت معقدةً؛ لأنها جاءت في ظل تشديد الإجراءات الأمنية لقوات الاحتلال، ولكنَّ الله وفق أسامة في هذه العملية ورزقه الفردوس الأعلى".
وختم رائد حديثه بالقول: "نبارك لقيادة حركة "حماس" في ذكرى الانطلاقة الثانية والعشرين, كما نبرق لهم التحية في هذه الذكرى الطيبة, ونتمنَّى أن يأتي العام القادم وقد تحرَّرت مدينة القدس من دنس الصهاينة الغاصبين".
عدل سابقا من قبل electrenger في 2009-12-15, 12:51 pm عدل 2 مرات
electrenger المشرف العام
عدد المساهمات : 830 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 36
موضوع: هنية يحدد ستة ملامح إستراتيجيةٍ لبرنامج إنقاذٍ وطنيٍّ لإخراج الحالة الفلسطينية من انسداد الأفق 2009-12-15, 12:42 pm
"احتفال ما كان لعقلٍ بشريٍّ أن يتصوَّره بعد الحرب" هنية يحدد ستة ملامح إستراتيجيةٍ لبرنامج إنقاذٍ وطنيٍّ لإخراج الحالة الفلسطينية من انسداد الأفق [ 14/12/2009 - 05:23 م ]
حدَّد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية ستة ملامحَ إستراتيجيةٍ لبرنامج إنقاذٍ وطنيٍّ؛ وذلك لإخراج الحالة الفلسطينية من انسداد الأفق الداخلي والخارجي، مشددًا على أن تشكيل حكومة وحدة هو أفضل الخيارات في هذه المرحلة.
وقال هنية في كلمةٍ جامعةٍ أمام مئات الآلاف من المشاركين في مهرجان "انتصار الفرقان" بغزة بمناسبة الذكرى الـ22 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الإثنين (14-12): "إزاء هذا الانسداد في الأفق، وفي يوم "حماس"، نجدِّد المبادرة التي عرضها الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الداعية إلى اجتماعٍ فلسطينيٍّ موسَّعٍ تشارك فيه القوى الوطنية والإسلامية للتباحث في المرحلة الراهنة، والاتفاق على برنامج إنقاذٍ وطنيٍّ، ونتحمَّل معًا المسؤولية القادمة والمستقبلية".
وأوضح هنية أن "الملامح الإستراتيجية لهذا البرنامج تتمثل في استعادة الوحدة وإنهاء الحالة الراهنة التي يعيشها شعبنا لحَرْف حركة التحرُّر الوطني عن مسارها الطبيعي؛ وذلك عبر تشكيل حكومةٍ وطنيةٍ موحدةٍ على قاعدة التوافق الوطني"، مشددًا على أن تشكيل حكومة وحدةٍ أفضل الخيارات في هذه المرحلة. وأضاف أن الملمح الثاني هو بناء المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني المتمثلة في "منظمة التحرير"، وتأمين مشاركة الجميع على أسسٍ سياسيةٍ.
وبيَّن أن الأساس الثالث يدعو إلى التوافق في هذه المرحلة على برنامجٍ وطنيٍّ يستند إلى العمل على إنهاء الاحتلال وإزالة المغتصبات، وإقامة الدولة في حدود الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس، والتمسُّك بحق العودة، والإفراج عن الأسرى؛ وذلك استنادًا إلى "وثيقة الأسرى" و"اتفاق مكة" و"اتفاق القاهرة".
وتابع عارضًا الأساس الرابع، والذي يؤكد التمسُّك بالمقاومة الراشدة على أساس حق الشعب في مقاومة الاحتلال، مع تعزيز التنسيق الذي يخدم حماية المقاومة ويمنحها الديمومة، فيما طالب في الأساس الخامس بترتيب أجهزة السلطة ودوائرها بحيث لا تخدم مصالح الصهاينة ولا تعمل على حمايتهم، فيما حثَّ في الملمح الأخير على استعادة البُعدَيْن العربي والإسلامي، وحشد حركة التضامن وتأمين دعم هذه الأبعاد.
وشدد على أن هذه الملامح الإستراتيجية من أجل النهوض لمواصلة الطريق نحو القدس وفلسطين.
أنتم ممثلو الشعب
وكان هنية بدأ كلمته بتأكيد أن هذا الحشد الجماهيري الكبير لم تشهد فلسطين مثيلاً له، ويأتي ليؤكد أن هذه الجماهير هي التي تمثِّل الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها، مشددًا على أن "فلسطين من البحر إلى النهر أرض وقفٍ لا تنازلَ عنها أبدًا"، وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى انطلاقة "حماس" التي وصفها بأنها الجناح الجهادي لـ"الإخوان المسلمين" على أرض فلسطين؛ "ما كان لعقلٍ بشريٍّ أن يتصوَّره أو يتصوَّر مثل هذا الحشد ولا مثل هذا الحماس، ولا مثل هذا العطاء، ولا مثل هذا الحضور، ولا مثل هذه المتابعة، بعد الحرب القذرة التي شنها العدو على قطاعنا وحركتنا وحكومتنا وشعبنا وسمَّوها (الرصاص المصبوب)".
وقال: "ما كان أحدٌ من أولئك الذين خطَّطوا للحرب وشنُّوها أن يتصوَّروا أن تأتيَ هذه الانطلاقة و"حماس" بهذه القوة والحجم والانتشار والعطاء".
الثبات
واستعرض محطاتٍ بارزةً من تاريخ الحركة ودورها ودور الحكومة خلال الحرب ولملمة جراحها رغم مئات الشهداء، وأكد أن 22 عامًا مرَّت على "حماس" هي رحلة الثبات، لافتًا إلى أنه منذ 22 عامًا أعلن عن "حماس"، لكن الحركة موجودة على أرض فلسطين منذ عقودٍ من الزمن.
محطاتٌ بارزةٌ
وتوقف على أهم المحطات بعد هزيمة 67؛ فمرَّت "حماس" بمرحلة إعادة البناء وتشكيل البنية الحركية، وفي السبعينيات بدأت العمل المؤسَّسي، وأنشأت "الجمعية الإسلامية" و"الجامعة الإسلامية"، ثم العمل النقابي والكتلي، ثم مرحلة الإعداد للكفاح المسلح، ووجدت هذه الحركة بقوةٍ قبل تاريخ الانطلاقة في القواعد الاجتماعية والطلابية والتربوية والحركية، وحينما تهيَّأت الظروف لتنطلق هذه القاعدة وترفع اللواء ولتعليَ اسم "حماس" بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الأولى؛ قدَّر الله أن تقود الحركة المشروع الجهادي في الانتفاضة المباركة.
وقال: "(حماس) ليست وليدة 14-12-1987 بالمعنى المتعمِّق للوجود الإسلامي في فلسطين، ولكن هذا التاريخ يوم خروج الحركة بهذا الاسم إلى العلن الذي ملأ الآفاق وأضحى أمل الأمة وأحرار العالم".
وأضاف: "تعرَّضت "حماس" -إلى أن وصلت ما وصلت إليه- للمحن والابتلاءات من مرحلة الاعتقالات والإبعاد إلى مرج الزهور بحق أكثر من 400 من قياديِّيها لشلِّ حركتها ووقف مدِّها، ولكن الإبعاد كان نقطة انطلاقٍ للحركة من داخل الدائرة العربية إلى الإقليمية والدولية".
وقال: "(حماس) تعرَّضت للمحن والابتلاءات والإبعاد في أزمة 96 حينما عملت الأجهزة الأمنية في السلطة على مواجهة هذه الحركة، وزجَّت بالمئات من كوادرها في السجون، ثم انطلقت مع الانتفاضة الثانية انطلاقة الأقصى لتتعرَّض لمحطةٍ صعبةٍ وقاسيةٍ؛ محطة اغتيال القيادات والمؤسِّسين والرموز والكوادر العسكرية والسياسية والدعوية والمدنية، ظانِّين أن اغتيال القادة يمكن أن يغتال "حماس"، ولكن الله كان بالمرصاد؛ فكان اغتيال القيادات حياة جديدة لـ"حماس" والشعب؛ لأن دمهم الطاهر لا يمكن أن يهون على الله، ولا على شعبنا ولا على حركة (حماس)".
وتابع: "ثم تعرَّضت الحركة بعد ذلك لمحنة الحصار المفروض على القطاع الذي يستمرُّ منذ أكثر من أربع سنواتٍ طوالٍ لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً له؛ بهدف كسر الإرادة وانتزاع المواقف واختراق الحصون والقلاع، وبفضل الله وتحدثًا بنعمته، وبعد مرور أربع سنواتٍ على الحصار، ومن قلب مهرجان الانطلاقة، وباسم الرجال والنساء والضفة وغزة، نقول مجددين: لن تسقط القلاع، ولن تخترق الحصون، ولن تنتزع منا المواقف".
وشدد على أن الحركة واجهت هذه المحن بالتوكُّل على الله والصبر والثبات والالتزام بالخط الأصيل والوحدة، والتأسِّي برسول الله وصحابته الكرام وحركات التحرُّر الوطني على امتداد عالمنا العربي ومواقف الشرفاء من أبناء الأمة والضمائر الحية في كل مكان.
وأشار إلى أن "حماس" أعادت الاعتبار إلى القضية الفلسطينية قضيةً عربيةً إسلاميةً، بينما كانت المؤامرة أن تُحصَر في حدودها الفلسطينية، ولفت إلى أن الحركة -ومعها الحركات الإسلامية- أحضرت القرآن ومنهج الإسلام في المعركة بعدما أبعده الآخرون.
المقاومة خطٌّ أصيلٌ
وشدد على أنها أعادت الاعتبار إلى مشروع المقاومة الواعية الراشدة القوية التي تضرب في كل مكانٍ متى شاءت وكيف شاءت، والتي تتمتع ببُعد النظر والرويَّة ومعرفة أصول الصراع مع العدو، لافتًا إلى أنها أعادت الاعتبار إليه على أنه ليس ثورة تثور ثم تهدأ، بل مشروعٌ متكاملٌ لن يتوقف إلا بتحرير فلسطين، كما شدد على أن "حماس" لن تتراجع عن خطِّ المقاومة حتى تحقِّق لشعبها حريته وعودته واستقلاله.
وتعرَّض لدور الحركة مع فصائل المقاومة في تحرير غزة، مؤكدًا أنها لن تكتفيَ بتحرير القطاع، لافتًا في نفس الوقت إلى أن "حماس" لا تقيم إمارةً في غزة ولا دولةً ولا كيانًا مستقلاًّ، بل تتطلَّع إلى فلسطين كل فلسطين، وتحرير القطاع خطوة على طريق تحرير كل فلسطين.
الانتخابات والحكم
وشدد على أن "حماس" ساهمت -من خلال مشاركتها في الانتخابات- في إخراج انتخاباتٍ حرةٍ وشفافةٍ، وانتصرت فيها، وشكَّلت الحكومة وقدَّمت نموذجًا رائعًا في الحكم، كما قدَّمت في المقاومة والسياسة حكمًا يقوم على التمسُّك بالثوابت والشفافية، مضيفًا: "بعد 22 عامًا من مسيرة الآلام والتضحيات.. "حماس" صدقٌ في المنهج وثباتٌ في الموقف".
خططٌ تآمريةٌ
وأوضح أن "حماس" تعرَّضت منذ فوزها في الانتخابات مطلع عام 2006 لثلاث خططٍ بهدف تقويض مشروعها، مؤكدًا أن الخطة الأولى كانت خطة الترويض والاحتواء عندما طولبت بالاعتراف بشروط "الرباعية" المتعلقة بالاعتراف بالكيان الصهيوني ونبذ المقاومة والالتزام بالاتفاقيات المُوقَّعة، وفشلت هذه الخطة بإصرارها على رفضها.
وقال: "ضغطوا بكل قوةٍ لعلها تنزلق نحو الاستجابة لهذه المطالب، فقلنا: لن نعترف بالكيان، ولن نتنازل عن حق المقاومة، ونتعامل مع الاتفاقيات بما تمليه المصلحة".
وأضاف أنه "إثر ذلك دخلت "خطة تجفيف المنابع"؛ ففرضوا الحصار، ومنعوا الأموال والمساعدات، وفصلوا آلاف الموظفين، وحمل الأمريكان العصا الغليظة في وجه كل الدول التي فكَّرت في أن تساعد (حماس)"، معتبرًا أن هذه الخطة أيضًا فشلت في تحقيق إبعاد الناس عن "حماس"، مستدلاًّ بمشاركة مئات الآلاف في المهرجان.
وقال إن الخطة الثالثة كانت محاولة الاستئصال عبر الحرب التي شنها الاحتلال أواخر عام 2008، واستمرَّت 22 يومًا، مشددًا على أن هذه الحرب لم تكن نزهة.
وأضاف: "لم تشهد المنطقة مثيلاً لهذه الحرب منذ انطلاق الصراع"، مشددًا على أن الرهان كان على سقوط "حماس" وانهيارها ومجيء بديلٍ لها على ظهر الدبابة الصهيونية.
وقال: "اليوم أي منصف يقول إن أيًّا من أهداف الحرب لم يتحقَّق، وإن شعبنا وحكومته هم الأعلَوْن؛ فالانتصار هو في الصمود الأسطوري الذي عبَّر عنه الشعب الفلسطيني، ولم تنكسر هذه الإرادة، وكان هناك صمودٌ عسكريٌّ؛ فالمقاومة بقيادة الأبطال "كتائب القسام" أبدت أروع مظاهر الصمود".
ولفت إلى أنه للمرة الأولى تلتقي المقاومة مع الاحتلال وجهًا لوجه بهذا الحجم والعدد من قوات النخبة والطائرات والدبابات، فيما كان المُعذِّرون والمُرجِفون يتخيَّلون اللحظة التي يشيِّعون فيها المقاومة، ويرسمون المشهد لدخول الدبابات غزة، في حين كان إعلاميون كبارٌ يروِّجون لنظرية سقوط غزة، وتصفية الحساب مع المقاومة الشرفاء بعد أن مضى 22 يومًا على الحرب كانت كفيلةً بأن تُسقط كيانات ودولاً، إلا أن غزة لم تسقط، وظلت عصية على الكسر، وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم".
نصر أم هزيمة؟!
وقال: "البعض يجادل ويقول: أنصرٌ ما حدث في غزة أم هزيمة؟، ونحن لا نريد أن ندخل في هذا الجدال؛ لأن هناك نفرًا "بُرمِجُوا" على أن العدو منتصرٌ ولو هزم، وأن المقاومة مهزومةٌ ولو انتصرت؛ لذلك نحن نقول: من يشعر أن خياره ومشروعه ورؤيته هي التي انتصرت يشعر بالنصر ويتحدَّث عنه، ومن يعتبر أن مشروعه ومخطَّطاته سقطت يتحدَّث عن الهزيمة".
وأضاف: "نحن نؤمن أننا انتصرنا بصمودنا وثباتنا ولُحمة شعبنا.. غزة انتصرت، وفلسطين انتصرت، والأمة انتصرت.. نصرنا ليس انتصارَ حركةٍ أو حزبٍ، بل انتصار شعبٍ وأمةٍ وضمائرَ حرةٍ؛ هو نصر أكبر من تصوُّرات البشر؛ لأنه نصرٌ إلهيٌّ، وما النصر إلا من عند الله.. إنها دعوات الذين قاموا الليل.. انتصار المخلصين والعائلات الذين فقدوا محبِّيهم.. عائلة السموني والداية وريان وأبو عيشة، هؤلاء هم المنتصرون، ونحن نقول إن العدو الذي يلوِّح مجددًا بالحرب؛ هذه التهديدات لا تخيف الشعب الفلسطيني، ولا تخيف غزة ولا رجالها ولا نساءها ولا أطفالها.. هذه تهديدات لا تخيفها.. نحن قوم بايعنا الله على الشهادة أو النصر، قدَّمنا وسنقدِّم من أجل القدس وفلسطين".
ملف المصالحة
وتحدَّث عن ملف المصالحة، موضحًا أنه "منذ وقعت الأحداث على أرض غزة ووقع الانقسام طالبنا بالحوار ومددنا أيدينا له واستجبنا لكل الجهود وتقدَّمنا برؤى واضحة من أجل تحقيق المصالحة، وقدَّمنا مرونة عالية وتنازلات في الكثير من الملفات من أجل استعادة الوحدة".
وقال: "للأسف الشديد هذه الرغبة واليد الممدودة قوبلت بالكثير من التشدُّد والتمسُّك بالمواقف اللا مبالية، ولا يزال البعض يخضع لـ"الفيتو" الأمريكي ولا يريد الذهاب إلى مصالحةٍ حقيقيةٍ".
وشدد على أنه آن الأوان للتعالي على الجراحات وفتح أبواب المصالحة؟، وعلى أن المصالحة إستراتيجية تتعدى الأوضاع الراهنة.
وقال: "تعالَوْا في "فتح" وكل الفصائل حلفائنا، والذين يقفون في معسكرٍ آخر.. المصالحة إستراتيجيةٌ تتعدَّى الأوضاع.. تعالَوْا نعلن انتهاء فتنة الاقتتال ونجتهد في نزع فتيل المواجهة وفك الانسداد والاحتباس.. تعالوا نعمل على إحداث توازنٍ بعيدًا عن الانفعال، ونطوي صفحة الاستئصال، ونتفرَّغ لحماية القدس وقضايانا الكبرى، نضع أيدينا في أيدي بعض".
وشدد على أن "حركةً بوزن "حماس" لا يمكن لأحد أن يتجاوزها حتى لو ملأ مثل الأرض ذهبًا، تحالف مع من تحالف.. هذه حركة متجذرة في أعماق التاريخ والشعب".
وطالب سلطة رام الله بالإفراج عن المعتقلين وفتح المؤسَّسات ووقف التنسيق الأمني، وقال: "آن الأوان للتعالي على الجراحات وفتح أبواب المصالحة ووقف التعاون مع الاحتلال واحترام النهج الديمقراطي ووقف تكميم الأفواه والتعذيب في الزنازين، وكيل التهم الجاهزة، ومحاربة الناس في أقواتهم وقطع لقمة عيشهم".
وشدد على أن "رئيس "المجلس التشريعي الفلسطيني" الدكتور عزيز دويك سيظل رئيسًا شرعيًّا للمجلس حتى إجراء انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهٍة في ظل توافقٍ ومصالحةٍ وطنيةٍ.. لا نعترف بغير ذلك".
ودعا مصر إلى استئناف جهودها في وساطتها وصولاً إلى مصالحةٍ حقيقيةٍ دائمةٍ.
electrenger المشرف العام
عدد المساهمات : 830 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 36
مع بزوغ فجر صباح يوم الإثنين (14-12) بدأ مئات الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني من نساءٍ وأطفالٍ ورجالٍ وشيوخٍ بالزحف نحو العرس الوطني في ساحة الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة احتفالاً بذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثانية والعشرين، وبعد مضي ساعات فقط اكتست الكتيبة باللون الأخضر وبجماهير "حماس" التي زيَّنت المنطقة، ليُعلَن بدء مهرجان "حماس" الذي أطلق عليه "مهرجان الفرقان".
جهدٌ كُلِّل بالنجاح
وكان "جهاز العمل الجماهيري" بـ(حماس) بذل جهودًا جبارة في الأيام السابقة من أجل تجهيز ساحة الكتيبة بالكراسي وبالرايات الخضراء واللافتات التي تحمل بعض صور شهداء "حماس" و"القسام".
ترحيبٌ حارٌّ
ومع بدء حضور بعض قيادات "حماس" ونواب "المجلس التشريعي الفلسطيني" -منهم الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس "المجلس التشريعي"، ووزير العدل في الحكومة الفلسطينية فرج الغول- المهرجان حتى بدأنا نسمع أصوات الجماهير الغفيرة الهاتفة للحركة ولقياداتها والمُرحِّبة بقدومها.
إجراءاتٌ أمنيةٌ
وشهد مهرجان الحركة حضورًا مكثفًا للأجهزة الأمنية وطواقم الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني؛ حرصًا على إنجاح تنظيم حركة الحافلات والسيارات المُحمَّلة بأنصار الحركة والمنطلقة من كافة مناطق قطاع غزة نحو الكتيبة الخضراء لحضور فعاليات "حماس"، ورغبةً في مرور المهرجان دون أية إشكاليات أمنية تؤثر سلبًا في هذا اليوم المشهود، وبالفعل كان لهم ما يتمنون.
راياتٌ تسطع في السماء
ولعل ما يثير الدهشة هو الحضور المميز للأطفال برفقة آبائهم وأمهاتهم، والذي كان قد رسم العدد الأكبر منهم الرقم "22" على وجوههم، وبدؤوا بالتراقص على أناشيد "حماس" الإسلامية التي ألهبت حتى الكبار، فسطعت رايات "حماس" الخضراء في السماء وسط أصواتٍ وتكبيراتٍ مؤيدةٍ للحركة؛ تباعيها على الموت في سبيل الله.
غزة ترتدي ثوب العزة
يُذكَر أنه في شهر كانون أول (ديسمبر) من كل عامٍ ترتدي غزة ثوبًا جديدًا عنوانه العزة والإباء، وتكتسي باللون الأخضر الذي يزيِّن مساجد قطاع عزة وشوارعه وأحياءه، ويستعد الشعب الفلسطيني على اختلاف مناطق وجوده في الداخل والخارج لإحياء ذكرى انطلاقة المارد الحمساوي الأخضر، ويتهيأ سكانها ليوم الانتصار الذي يصادف يوم (14-12) من كل عام.
المهرجان حمل مناسبتين عظميتين
وحمل مهرجان الانطلاقة مناسبتين عظيمتين؛ الأولى: "انطلاقة (حماس)"، والثانية: الاحتفال بانتصار المقاومة في معركة "الفرقان" التي أثبتت المقاومة فيها أن الطريق إلى تحرير فلسطين ليس إلا بالثبات على المقاومة، وتتوج بتضحيات رجالها وقادتها العظام الذين سبقوا إلى الله ثابتين على المبادئ، وسائرين على درب هذه الحركة المعطاءة.
حركة ربانية
ومن جديدٍ برهنت "حماس" للجميع -من خلال قدرتها على حشد تلك الأعداد الهائلة- أنها حركة لم تضعف يومًا أو قلَّت شعبيتها، بل هي حركةٌ متأصلةٌ في جذور الشعب الفلسطيني، لم تتأثر بالمؤامرات، بل عضَّت على الجراح، وتعالت على كل الصغائر، وانتصرت في حرب الفرقان، واليوم خاصة تبرهن على أنها الأقدر على صياغة القرار الفلسطيني.
دعوة بالنصر والتمكين
لحظات قليلة وإذا برئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هينة يأتي إلى المكان وتبدأ الجماهير المحتشدة التي قدِّرت بمئات الآلاف بالتكبير والتهليل، وعلى الفور قامت إحدى خنساوات فلسطين المسنات بالإصرار على اعتلاء المنصة وإطلاق كمٍّ كبيرٍ من الهاتفات المُرحِّبة بهنية والداعية له ولحركته بالنصر والتمكين على أعدائهم.
عصية على الكسر
وما إن بدأ رئيس الحكومة بقراءة كلمة "حماس" حتى انطلقت البالونات الهوائية الخضراء والحمراء والصفراء إلى السماء، حاملة معها علمَيْ فلسطين و"حماس"، لتدل على أنها عصية على الكسر؛ فكما انطلقت البالونات بسرعة البرق في الهواء، هكذا هي "حماس" لن يستطيع أحد أن يوقفها عن تحقيق مطالبها وتحقيق رغبات الشعب الفلسطيني الذي صحَّى بأغلى ما يملك من أجل تحرير فلسطين، ولا يزال يضحِّي لتحرير أرضه واسترداد حقوقه.
electrenger المشرف العام
عدد المساهمات : 830 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 36
تتشرف ادارة منتديات
